azzajabr

Thursday, August 28, 2008

حاجز

تحمل طفلتها الصغيرة بيديها تسير نحوه بكل ثقه، تحاول الإمساك بطفلتها حتى لا تسقط، تزيد من سرعة خطواتها، تلهث لتصل إليه، تبكي الطفلة تصرخ تحاول الافلات من ذراع الأم فتشدها نحوها من جديد وتزيد من ضغط يديها عليها حتى تكاد تخنقها وتزيد من سرعة الخطوات من جديد
تصل إليه يشهر بوجهها السلاح يطالبها بالعودة تقترب منه أكثر، يضع أصبعه على الزناد تزداد عناداً تحاول أن تخبره بمرض الطفلة، لا يفهم ما تقوله يصرخ بها، تزيد خطواتها سرعة يطلق النار فتتوقف عن الحراك

طائرة ورقيه

يلهو خلف طائرته الورقية سعيداً بألوانها الرائعة، تعلو فوق تلك الغيمة فيصرخ أن انظروا إلى طائرتي الجميلة، سعيد هو بما صنع وبما يملك وكأنه يملك الدنيا كلها، انخفضت قليلاً نحو الأرض سارع بالركض حتى ترتفع، هبت نسمات رقيقه حملتها بين اجنحتها وطارت بها نحو السماء من جديد...
قفز فرحاً وأطلق ضحكه رنانه ملئت المكان أملاً وسعادة، لكنها انخفضت من جديد وهوت نحو الأرض ممزقة، ركض نحوها فسبقه جندي بملابسه العسكرية وبندقيته المخيفة، أشهرها في وجه الطفل وطالبه بالتراجع، بكى الصغير لا يطلب سوى أوراقه الملونة الجميلة الممزقه، صرخ الجندي: ممنوع رفع الطائرات الورقيه

199-198

لملم ذكرياته في حقيبته الصغيرة، أجال بصره على جدران عاش بينها سنوات طويله حتى أحس بأنها أصبحت جزءً منه، نظر في العيون المترقبة، تلك العيون التي أصبح يفهم ما تود قوله دون أن تنطق، أحتضن من سيبقى بشده، حملوه سلامات للأهل للتراب لشجر الزيتون ولشمس البلاد وهواها، بكت العيون بصمت أخبروه بأنهم سيلحقون به يوماً وسيتركون هذه الجدران برسوماتهم عليها وخربشاتهم التي لطالما استفزت سجانهم...نام ليلتها وهو يحلم بالحرية وبحضن والدته وبرائحة التراب وصوت البلابل والحساسين ولون شقائق النعمان والحنون، يشتاق ليستنشق هواء من غير رائحة السجن والسجان...بدأ الوداع في اليوم التالي واشتد العناق أكثر وأكثر، سمعوا أسماءهم نعم سيخرجون اليوم ليحضنوا الحرية، انتهت الأسماء من غير أن يأتوا على ذكر اسمه، صرخ وغضب أخبرهم أن اسمه مع الأسماء ال199 المفرج عنهم..نظر إليه السجان بعيون يتراقص فيها الشر: لقد كان في الرقم خطأ إنه 198.... وأغلق الباب وترك له حلمه بالحرية

Sunday, August 17, 2008

وطن

تمطر السماء ببطئ شديد وكأنها تطرق أبوابنا بهدوء، تبدو السماء كئيبة أو هكذا تشعر فاطمة، هذه ليست المرة الأولى التي تشترك فيها بعملية، ولكن يبدو أن الوضع مختلف الآن، فهي لم تعتد على مثل هذا النشاط فقد كان عملها يقتصر على أمور ثانوية كتوزيع المنشورات وتنظيم المظاهرات لكنها اليوم تقبل على ما هو اكبر، استيقظت من سرحانها على صوت زوجها حسام: فاطمة، هل أنت خائفة؟؟- لا لا يا حسام أنت تعرف بأني لا أخاف هذه الأمور ولكن………- لكن ماذا؟؟ إذا رغبت أن تقوم زميلة أخرى بالعملية لا بأس- زميلة أخرى؟؟ لماذا أنا لست خائفة أبداً، كل ما هنالك أنني لا أعلم لماذا تم اختياري أنا للقيام بهذه العملية- أولا يا عزيزتي لأنك فتاة وملامحك لا تدل على انه من الممكن أن تحملي معك قنبلة، ثم أنك حامل وهذا سيبعد عنك الشك، ثم أن العملية ليست بتلك الصعوبة، ستدخلين المكان المقصود وتضعين القنبلة وتخرجين وكأن شيئاً لم يحصل وكأنك لم تفعلي شيء تذكرت فاطمة حملها وبدأت ملامح هذا الطفل الذي سيأتي بعد أشهر قليلة تترسم أمامها وترتسم معه صورة لوطن جميل فتبتسم لتلك الصورة الرائعة وطن حر لطفل سيولد حر - أين ذهبت؟؟- أنا هنا حلمت قليلاً بطفلنا، لم نتفق حتى الآن على الاسم- حين يأتي سيأتي اسمه معه لا تستعجلي الأمور - حسناً سأذهب للنوم حتى أكون مستعدة لمهمة الغد- تصبحين على خير، سأبقى هنا قليلاًغادرته بابتسامة عريضة، تحب هذا الرجل فهو ليس زوجها فحسب هو الصديق والأخ والأب وهو من وضع قدمها على طريق النضال هو من أعاد إليها الثقة بأن فلسطين ستكون يوماً ما لنا، وضعت رأسها وحاولت النوم دون جدوى كلما أغمضت عيناها ترى شظايا قنبلتها تنفجر فيها، وتارة ترى وجه طفلها يبتسم ويشكرها على الحرية، استسلمت للنوم أخيراً وأحلامها لا تفارقها……- صباح الخير يا عزيزتيتفتح عيناها وترى وجه حسام وابتسامة رائعة تملئ وجهه الجميل - صباح الخير يا اجمل زوج في الدنيا- أعددت لك طعام الإفطارتبتسم له ابتسامة شكر وتنهض من سريرها لتبدأ يومها الشاق الذي انتظرته منذ شهور، تتناول معه طعام الإفطار ويطمئنها بأن كل شيء سيكون على ما يرام فكل شيء محسوب والعملية ستكون ناجحة بإذن الله.خرجت فاطمة وحسام إلى حيث الاتفاق لتستلم القنبلة، وعلى الرغم من أنها تدربت جيدا على توقيتها وتدربت أيضا على حمل السلاح واستعماله إلا أنها ارتبكت قليلاً مما جعل حسام يسألها للمرة الأخيرة: هل أنت متأكدة من انك تستطيعين؟؟- نعم متأكدة لا تقلق سأكون على ما يرام حملت القنبلة وأخفتها في حقيبتها وانطلقت، وعلى حواجز التفتيش لم يشك الجنود بأنه من الممكن لسيدة حامل بطفل أن تحمل أيضاً قنبلة، وصلت المكان المقصود وزرعت قنبلتها وانطلقت عائدة، أحست أن كل العيون تراها، نعم لم يكن هذا الرجل لينظر إلي هكذا لولا أنه رآني أضع القنبلة، لا لا اعتقد، حتى نظرات الجنود على الحواجز أحست بأنها مصوبة نحوها وكأنهم فهموا ما فعلت، وصلت البيت أخيراً وجدت حسام ومجموعة من الزملاء ينتظرونها ويسمعون الأخبار تزف لهم خبر نجاح عمليتهم فتنطلق أصواتهم بفرح الأطفال يوم العيد، نعم هو العيد لهم…………- الطفل ذكر هكذا اخبرها الطبيب- حقاً- نعم، ولكن عليك ألا تجهدي نفسك أنت في شهورك الأخيرة لم يتبقى سوى شهرين وتضعين حملك إن شاء الله- إن شاء اللهخرجت من عند الطبيب وهي ما تزال ترسم صورة ذلك الطفل، سيفتخر بها وبوالده بالتأكيد، ستخبره بأنها وضعت القنبلة وهو معها، تصل البيت تعد الطعام وتنتظر حسام - فاطمة (يناديها حين يدخل البيت)- أهلا حسام، ماذا بك لماذا وجهك مصفر هكذا- لقد اعتقلوا أيمننزل الخبر عليها كالصاعقة- ولماذا أيمن، إن نشاطاته خفيفة جداً - لا أعلم من الذي وشى به، ولكن الخوف ليس على أيمن بل عليك- أنا؟؟ لماذا؟؟- لأن أيمن اعتقل على خلفية العملية التي قمت بها، يبدو أن هناك معلومات كثيرة تسربت لهمأفزعتها هذه الفكرة كثيراً وباتت تلك الليلة وهي تفكر فيما يجب أن تفعل لو تم اعتقالها، وهذا الطفل الذي سيولد بعد شهرين؟؟ يا إلهي ألطف بي يا الله يا الله واستمرت تدعو الله إلى أن أغمضت عيناها قليلاً وراحت تحلم وتحلم شمس مشرقة طفل جميل الملامح عيونه تلمع من شدة الذكاء، يقطف لها أزهار الأقحوان البري ويهديه إياها، تحلم وتحلم، إلا أن الحلم لم يكتمل وكعادتهم يسرقون حتى الأحلام، طرق متواصل على الباب، يبدو أن حسام لم ينم فهو ينتظرهم، فتح الباب بسرعة قبل أن يكسروه دخلوا البيت وكأنهم التتار ينظر الضابط إلى وجه حسام بتمعن - أين فاطمة- في الداخل، ماذا تريدون منها؟- أنت زوجها؟- نعم تخرج فاطمة وقد ارتدت ملابسها استعداداً للانطلاق معهم، يطلب الجندي هويتها وحينما يتأكد بأنها المقصودة يأمر جنوده بأن يضعوها في سيارة الجيب، ويبقى حسام وحيداً ينظر إلى الدمار الذي حل في البيت ويعتصره الألم على زوجته وطفله الذي لم يرى النور بعد………- ما بدك تعترفي؟؟- بشو اعترف؟؟- بالقنبلة إلي حطيطيها؟- أنا ما حطيت شي، - اسمعي يا … احنا عنا كلشي وبنعرف كلشي، وما بدنا إلا تحكيلنا مين الي أعطاك القنبلة، وبوعدك ما راح نحبسك- انا ما حد أعطاني اشييضربها على وجهها بقوة - اسمعي انا لحد الآن منيح معاك والله اذا ما بتحكي غير انزل الطفل الي ببطنكيبدو أنه قرأ ملامح خوفها على طفلها- آه شو حكيتي- ما بعرف اشي واعمل الي بدك اياه، لو الله كاتب عمر لابني بعيش - - شكلها المنيحة ما بتنفع معاكخرج وعاد ومعه رجلان قبيحان وكأنهما ثوران هائجان تركهما معها وخرج……يبدو أن كثرة التعذيب أثرت على صمودها وخوفها على طفلها الذي أصبح فعلا بخطر جعلها تعترف بالقيام بالعملية لكنها بقيت مصرة على عدم الاعتراف بمن كان معها ومن نظمها، شهر من التعذيب وقدمت للمحاكمة لم تتوقع حكماً أقل مما أعطي لها الكثير من المؤبدات صرخت بعض النساء في المحكمة هرعت أمها لتمسك بيدها وتطمئن على صحتها وصحة جنينها بقيت عيناها معلقتان بعينيه وكأن نظراته تعتذر لها- لا يا عزيزي ليس ذنبك (حدثته بعينيها)- كان يجب أن نكون سوياً الآن نجهز لطفلنا الذي سيأتي بعد شهر - لا تقلق سأكون أنا وهو بخير ودعها بهدوء كعادته واقتادتها المجندة نحو سجنها، كان السجن يضم ست فتيات كل واحدة منهن تنتمي إلى تنظيم وكل واحدة منهن من منطقة معينة ولكن يجمعهم أنهم يحبون الوطن، رحبوا بها وكأنهم يعرفونها منذ فترة طويلة، أقدامها لم تستطع حملها فانهارت عند أقرب فرشة لتنام وتنام وتحلم بذلك الطفل الصغير وتلك السماء الزرقاء…………مرت الأيام عليها في تلك الغرفة الصغيرة التي تشترك فيها مع زميلاتها اللواتي أصبحن عائلتها، تلك الغرفة التي تفتقر لكل معاني الإنسانية فالحمام غير صحي والماء غير متوفر باستمرار، نظافة معدومة، احتقار بالمعاملة. ومع اقتراب موعد وضعها للطفل زاد تعبها وزاد خوفها من تلك اللحظة، تلك اللحظة التي انتظرتها كثيراً لكنها كانت تحلم بأن يولد طفلها حر طليق في وطن يخلوا من أسوار وسجون وحواجز، لكنها اليوم تخاف من نظرات عيونه كيف ستخبره أنها وضعته في السجن كيف ستخبره أنها وضعته وهي مكبلة اليدين لا تقوى على تحرير يديها، آه كم صعبة تلك اللحظة كم تخاف من سؤال ذلك الطفل حين سيسأل لماذا أنا هنا؟؟ أين أبي أين جدتي أين ألعابي وأين يعيش باقي الأطفال؟؟؟وحانت تلك اللحظة ألم بدأت تشعر به قليلاً قليلاً ثم يزيد استيقظت زميلاتها وبدأن بدق الباب حتى تسمع السجانة وتأتي لنقلها إلى المستشفى، لكن السجانة أمرتها أن تؤجل الأمر للصباح لأنها لن توقظ أحد الآن، واستمرت الآم تعتصرها وهي تقاوم فتحت السجانة الباب ومعها اثنين يبدو أنهم من المستشفى نقلوها بعد أن تأكدوا من أن يديها مكبلتين ووضعوها في سيارة وانطلقوا نحو مستشفى السجن، وهناك وضعت ذلك الطفل الجميل الذي لطالما حلمت به وبابتسامته الرائعة.عادت إلى سجنها بعد يومين وهي تحمل طفلها وباستقبالها كانت الزميلات يغنين ويرقصن فرحاً بهذا الطفل الذي سيعطيهم أملاً في غرفهم المظلمة الموحشة- ماذا ستسميه (سألنها الزميلات)- وطن سأسميه وطن لطالما حلمت بالوطن

احبته

لم تعرف كيف احبته لكنها أحست بشيء يجذبها نحوه بشدة، لم يعترف لها بحبه بعد لكنها تحس انه يبادلها نفس المشاعر، في كل ليلة تراه في حلمها يقول لها كل كلمات الحب لا تريد اكثر من ذلك فالحلم يكفيها ربما يخجل كما تخجل هي يا الهي كيف سيكون لون وجنتيها إذا ما أخبرها بحبه،تتمنى تلك اللحظة وتخافها بنفس الوقت .تقودها قدماها رغماً عنها إلى محله لا تريد شراء شيء اليوم لكنها تحس بحاجة شديدة لرؤيته، حين دخلت المحل اتسعت ابتسامته لتضيء وجهه، استقبلها بكل ترحاب وكأنه يعتب عليها لتأخرها عليه بضع أيام، بدأت في انتقاء بعض الملابس وحواسها كلها مشدودة إليه.حين انتهى من مفاصلة زبونة كانت قبلها توجه نحوها هل تراه يسمع دقات قلبها أحست أنه سيخبرها بشيء لكنه لم يقل الكثير بل مد يده إليها بقرآن صغير وهمس لها- هل تتزوجيني؟لم تستطع الاجابة أخذت القرآن الصغير وركضت خارج المحل، أحبته فعلاً لكنها لم تفكر يوماً في ديانته، وماذا يهم المهم أنه يعبد الله ويؤمن به، ارهقها التفكير كثيراً أصابها صداع شديد لم تستطع التخلص منه الا حين غفت قليلاً ........خطوة للامام وخطوتان للخلف هكذا ذهبت في اليوم التالي لتراه دخلت المحل بكل تردد حاولت أن تبرز له الصليب المتدلي من عنقها ابتسم لها ولم يتفاجأ- أنا أعرف انك مسيحية- وترغب بالزواج مني؟؟- لمَ لا لقد اعجبت بك ورأيت أخلاقك عالية - ولكن الدين......- نحن نؤمن بكل الرسل والديانات إلا إذا كنت لا تؤمنين بمحمد عليه الصلاة والسلام- ..........- اخبريني صدقاً ألا تؤمنين به- بلا، ولكن الأهل الجيران الأقارب ماذا سيقولون- لن يقولوا شيئاً أنا أحبك بصدق وأرغب بالزواج منك وهذا ليس حراماً أو عيباً، كثيرون هم غيري تزوجوا من غير دينهم - لكن..........- لكن ماذا؟؟ كنت اعتقد انك تبادليني نفس المشاعر- نعم صحيح ولكن...........- لم اسمع منك سوى كلمة لكن ألا يوجد لديك غيرها؟؟- ........- متى أحضر لمقابلة والدك- والدي؟؟- نعم هل سأطلبك من غيره بابتسامة خجلة اجابت- متى تشاء لم تنم لليالٍ كثيرة تنتظر ردة فعل اهلها إن رفضوا ماذا ستفعل تحبه نعم تحبه وتحب اهلها أيضاً وتحب دينها كذلك، هو لن يجبرها على تغيير ديانتها فهو لم يقل ذلك، نامت وهي تنتظر قدومه في اليوم التالي لم تخبر أحداً بذلك وطلبت منه عدم احضار أهله لانها لا تعلم كيف ستكون النتيجة.حين اشرقت الشمس كانت أول المستيقظين في البيت اليوم هو الأحد تدق اجراس الكنائس معلنةً موعد الصلاة، لم تخرج هذا اليوم الى الكنيسة بقيت في البيت وعقلها يكاد يشل من كثرة التفكير دقاته على الباب افزعت قلبها هرولت لترى من بعيد إن كان هو أم لا، استقبله والدها بكل ترحاب ارتاحت قليلاً لكن والدها لا يعلم هدف الزيارة، وما هي الا دقائق حتى بدأ صوت صراخ والدها لم تكن تعلم أن ردة فعله ستكون قاسية لهذا الحد صرخ به وشتمه وطرده من البيت وهي واقفة في مكانها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل - أبي أنا أحبه - ماذا؟؟ تحبينه- نعم منذ فترة- لكنه مسلم- يعبد الله ونحن نعبد الله- لا يؤمن بعيسى اليسوع- ومن قال لك ذلك قرأت قرآنهم وهم يؤمنون بعيسى ومريم- وأولادكم ماذا سيعتنقون - ليعتنقوا ما يشاؤون فكلها كتب الله- يبدو انه قد غسل لك رأسك هذا العفن- لا لم يفعل وأرجوك لا تشتمه- وإن فعلت؟ - ............- إذهبي من وجهي الآن، وإياك ان تخرجي من غرفتك ركضت نحو غرفتها جلست على سريرها تبكي وتبكي كان القرآن أمامها حملته بين يديها وبدأت تقرأ وتقرأ إلى أن أحست بسكينة لم تشعرها من قبل، وضعت رأسها على وسادتها وهي تفكر فيما يجب عليها فعله لن تتركه لن تتخلى عنه هو يحبها وهي واثقة من ذلك تسللت من غرفتها صباحاً بعد أن تأكدت أن والدتها مشغولة في مكان ما، توجهت نحوه مسرعة، ابتسم حين رآها، فتحت يديها ووضعت ما تحويانه في يديه انجيلها وقرآنه - نعم لن اتخلى عنك- هل نتزوج؟؟- وسأعتنق الاسلام أيضاً - أنا لا أريد..........- لكني أريد، هيا أخبرني ماذا علي أن أفعل لأسلم اتسعت ابتسامته وهو يشرح لها تعاليم الدين الإسلامي وفي كل مرة كانت تقاطعه لتخبره أن هذا موجود أيضاً في دينهاوبعد أن بارك الشيخ زواجهما، اخبرته انها ستزور أهلها لتخبرهم طلب منها أن يكون معها لكنها رفضت وفضلت أن تكون وحدها في مواجهتهم فهي لا تعرف كيف ستكون ردة فعلهم ذهبت إلى البيت توقعت عدم وجودهم هناك لان اليوم الأحد لكنهم تركوا الصلاة لهذا اليوم فهم يبحثون عنها منذ أن تركت البيت لم يبتسموا حين وقفت والابتسامة تشرق من وجهها- لقد تزوجتتجهمت وجوههم جميعاً - هل تزوجت ذلك المسلمسألها والدها بصراخ- نعم فأنا أحبه وانتم تعلمون ذلكتوقعت أن يصفعها على وجنتها لكنه تركها وتوجه نحو المطبخ لم تخف السكين التي يحملها بيده فهو والدها من المستحيل أن ياذيها غرس سكينه في قلبها مباشرة ذلك القلب الذي لم يحمل في داخله سوى الحب............

Friday, August 15, 2008

أيها البطل

حين نادوا الرجال هبَ هو واقفاً، حين قالوا الصمود كان كشجرة زيتون راسخة..
أهدى الوطن عمره ليقبع خلف سجون الاحتلال منذ 17 عاماً..
إنه أسرار سمرين بطل تروي حكايته البلابل وتنشد تاريخه حمامات الوطن المحتل.
أسرار ذلك المارد الصامد لم يهب يوماً بطشهم ولا جبروتهم فكان هو بإرادته أقوى، وكان هو بتحديه لهم أعظم...
كم يشتاق إليك حنون البلاد المتعطش للحرية، وكم تعشق رؤياك سنديانات الوطن الشامخة هناك، وكم يشتاق إليك فنجان قهوة الصباح من يد (أم جهاد) تعده لك وتربت على كتفيك بحنانها..
أسرار يا بطل البيرة كلنا هنا نذكرك دوماً ونعيش على أمل لقاءك يوماً، فمهما أغلق السجان باب السجن فحتماً سيأتي اليوم الذي تذوب فيه تلك القضبان لنراك بيننا شامخاً رافعاً رأسك بصلابه..
تنتظرك زيتونات الوطن وبلابله وأمك الحنون بدعواتها وعناقها يوماً وحتماً ستلقاك، ستزول ظلمات سجنك يوماً لتعانق عيناك سماء الوطن وشمسه..
أسرار كل شبل فينا هو أنت وكل صمود لدينا هو منك...
يا ابن البيرة يا بطل ستزدان شوارع المدينة يوماً وهي ترحب بك وسنقول للمحتل نعم إرادتنا هي الأقوى وصلابتنا هي الباقية ونحن ابناء هذا الوطن...

Thursday, August 14, 2008

سجن



تطول الساعات تقصر ، لم تكن تشعر بمعنى للوقت هنا ، لكنها منذ أن أنجبت طفلها تحس أن لكل
دقيقة معنى ، تمنت لو أن الزمن يتوقف هنا فلا تسير عقارب الساعة ثانية واحدة ، انتظرتهم،
إحتضنته بشدة ، بكت حتى الصراخ ، بكى الصغير ، أحكمت قبضتها عليه ، إنتزعته المجندة
بخشونة الرجال ، و أغلقت باب السجن بإحكام