azzajabr

Thursday, August 28, 2008

199-198

لملم ذكرياته في حقيبته الصغيرة، أجال بصره على جدران عاش بينها سنوات طويله حتى أحس بأنها أصبحت جزءً منه، نظر في العيون المترقبة، تلك العيون التي أصبح يفهم ما تود قوله دون أن تنطق، أحتضن من سيبقى بشده، حملوه سلامات للأهل للتراب لشجر الزيتون ولشمس البلاد وهواها، بكت العيون بصمت أخبروه بأنهم سيلحقون به يوماً وسيتركون هذه الجدران برسوماتهم عليها وخربشاتهم التي لطالما استفزت سجانهم...نام ليلتها وهو يحلم بالحرية وبحضن والدته وبرائحة التراب وصوت البلابل والحساسين ولون شقائق النعمان والحنون، يشتاق ليستنشق هواء من غير رائحة السجن والسجان...بدأ الوداع في اليوم التالي واشتد العناق أكثر وأكثر، سمعوا أسماءهم نعم سيخرجون اليوم ليحضنوا الحرية، انتهت الأسماء من غير أن يأتوا على ذكر اسمه، صرخ وغضب أخبرهم أن اسمه مع الأسماء ال199 المفرج عنهم..نظر إليه السجان بعيون يتراقص فيها الشر: لقد كان في الرقم خطأ إنه 198.... وأغلق الباب وترك له حلمه بالحرية

0 Comments:

Post a Comment

<< Home