azzajabr

Saturday, December 04, 2004

طفلي

طفلي
عزة محمد كمال جبر
طفلي صباح الخير، مابك تتمطى أم أنك أعتدت الاستيقاظ على
صوتي، هيا حبيبي هيا نور عيوني، ألقي برأسك على صدري
دعني ألاعب شعرك الأسود باصابعي، دعني أرى وجهك الذي
أصبح جزءاً مني، حبيبي هيا انهض أعدّ لك فطور الصباح
وأشبع أنا من رؤياك ورؤيا عيونك تعانق أمل الغد، تصبح كل
يوم على تغريد الطيور ومثل عصفور الكنار تركض نحو مدرستك
تنشد نشيد الوطن مع رفاقك، تبتسم تلعب تقفز، يطلبك ذاك
لمعونة تهب واقفاً مثل شجرة صلبة، تأخذ درسك وكأنك تأخذ
جرعة من الحياة، تقفز في طريق عودتك إلى المنزل، سلام
لهذا ومساء لذاك يحبك الجميع ولما لا فأنت طير وأجمل
طير، ملاك تمشي وتتطير، تصل البيت تأكل وتدرس درسك تغادر
مع رفاقك تلعبون تقفزون من هنا وهناك لا تغادرون الزقاق
إلا عند سماع أصوات الامهات، تركضون نحو البيوت تعانقون
أمهاتكم، وتأتي عزيزي تسرد كل ما حصل معك ذاك النهار
والجميع مبتسم يسمع ولا يقاطعك أحد سوى أخوك الصغير الذي
يطلق العنان للسانه بالسؤال ولا تبخل أنت عليه بالجواب،
تضع رأسك على وسادتك وتستغرق بالأحلام، تُراك بماذا
تحلم؟؟! بغدٍ تصبح فيه طياراً؟ تصبح فيه طبيباً؟ بماذا
تحلم وماذا ترسم تلك المخيلة الصغيرة؟؟!! تبتسم وأنت
تنام أتراك ترى وردة؟ أتراك ترى شمساً؟ وأنت شمسي وأنت
وردي وكل حياتي. طفلي صغيري أرى بك غدي ومستقبلي منارة
حياتي أنت نور الأمل، بابتسامتك أملك الدنيا، بفرحتك
تفرح الدنيا.
تعاود الاستيقاظ هذا الصباح، لكنه ليس ككل صباح فاليوم
يصبح عمرك ثلاثة عشر ربيعاً، ثلاثة عشر ربيعاً تكبر
أمامي أذكرك اليوم كيف كنت تحاول نطق الأشياء بصعوبة كيف
كنا نضحك حين تخطأ بلفظ بعض الحروف وكيف كبرت أمامي لحظة
بلحظة تحبو ثم تقف تقع وتعاود الوقوف ولا تمل من ذلك،
وما أسرع أن صرت تمشي بكل ثقة تجري من هنا وهناك، ولسانك
لا يسكت فقد أصبحت تنطق كل الأشياء.
وتدخل المدرسة أول يوم تحمل حقيبتك بكل فرح وتجري مع
رفاقك نحو مدرستك وتعود لي كل نهار تحمل معك ابتسامتك
وتخبرني بكل شيء حصل معك وتريني نجمة وضعها لك معلمك،
وأزهو وأفخر أنا بك، يا حبيبي ما أجملك حين تكبر وفرحتي
بك تكبر، يا أول العنقود وأول الثمار ويا أجمل الأطفال،
يا فرحتي الأولى وبسمتي الأولى، من أجلك أحيا وبك أرى
الحياة جميلة، واليوم اليوم بالذات أراك تكبر بسرعة
وغداً ستصبح رجل، أراك اليوم رجل، تأتيني هذا الصباح
تقبل يدي وتمسح عن عيني دمعة قد نزلت لا أعلم لماذا،
لربما أني لا أصدق أنك جزء مني، لم أستطع وداعك هذا
اليوم كم أحببت أن تبقى إلى جواري تحادثني وأرى في عيونك
المستقبل، لكنك خرجت ومر الوقت علي كأنه الدهر وجاء موعد
عودتك هيا عزيزي أين أنت؟ لقد صنعت لك كعكة عيد ميلادك
بيدي، ما الذي أخرك؟ ربما لأني أنتظرك، ولكن هذا أخوك
الصغير يسأل عنك، أنظر من نافذة البيت لعلك من آخر
الشارع تُطل، يطل أول رفيق لك أسأله عنك ولا يجيب يقول
لي لا أعلم أين ذهب؟
عزيزي أين ذهبت؟ لم تعتد الخروج دون أن تخبرني هل
أعاقبك؟ لن أعاقبك اليوم بل سأتركها للغد، ومرت ساعة ولم
تعد بدأ قلبي ينشغل ألم أخبرك مراراً أن قلبي دوماً عليك
ينشغل أم أنك تريد أن تعرف كم أحبك؟
ها يبدو أنك قد عدت هناك أصوات في الخارج، لكنها ليست
أصواتك ورفاقك، أخرج مسرعاً أبحث عنك بين الجماهير
المحتشدة، أين ابني؟ لا أحد يرد، أين هو؟ سرقوك مني
سرقتك يد قناص لا ترحم، أين ابني مازال صغيراً لم يذهب
إلى جبهة حرب!!! لكنهم لا يميزون بين المدرسة وجبهة
الحرب، سرقوك سرقوا معك روحي وحياتي ومستقبلي سرقوا مني
بسمتي سرقوا أول العنقود وأول فرحتي، لم يمهلوك حتى تكمل
يوم ميلادك لم يمهلوك ترسم مستقبلك ولم يمهلوني أراك
رجل، ماذا فعلت لهم بأي شيء قاتلتهم؟ ببسمتك أم
بمستقبلك؟
ذهب هذا الصباح تركض وها أنت تعود لي في المساء تلبس ثوب
زفافك إلى الجنة…..
أراك مازلت تبتسم وأنت نائم!!! لكن بماذا تراك تحلم
الآن!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


3 Comments:

Post a Comment

<< Home