azzajabr

Wednesday, May 19, 2010

مساء

كان المساء حاضراً حين جلسنا ينظر كل منا إلى كأسه شبه الفارغة،، كان المساء يتابع حركات اناملنا فوق الطاولة وحركات شفاهنا في محاولة للنطق، كان المساء يتمهل لا يريد الانطلاق أكثر كي يتيح لنا فرصة أخرى، هو مساء مختلف تماماً يملك شغفاً للنطق للحديث، تنهد المساء حين خذله أمل عودتنا معاً تحت غطاءه، تنهد المساء حين علم أنه لن .يرانا مجتمعين مرة اخرى بين جناحيه، تنهد المساء وانطلق يبحث عن حبيبين يكملان الطريق تحت جناحه

الف عام

بعد ألف عام عدت،، نظرت لي وأخرجت باقة من صورك عبر الألف عام، صورة مع صديقة وأخرى مع عشيقة، وثالثة مع فنانة مشهورة وأخرى واخرى وأخيراً أخرجت صورة زوجتك، وابتسمت لي بغرور حين أتيت على صورتك مع طفلتك الصغيرة، قلت لي: وكيف أنت؟ وماذا فعلتِ؟ ألف عام مرت ع...ليكي، ابتسمت لك وبكل خجل أخرجت هاتفي النقال لأريك صورتي مع رجل غيرك، اتسع فمك وصغرت عينك، وقلت: كم أنت بارعة في دمج الصور

البوم صور

أقلب صفحات البوم الصور، أعرف أنها أصبحت عادة قديمة أن تطبع الصور على أوراق ومن ثم تدخلها في جوارب الألبوم لنعود إليها بين الحين والأخر، لكن تلك العادة مازالت جميلة في نظري..

أخرج الصور من جواربها أبعثرها أمامي أغمض عيني، أضع يدي بشكل عشوائي على إحداها، أفتح عيناي لأراك مبتسماً أمامي متمايلاً بجسدك الضخم في محاولة لتقليدي.. آه ما أروعك...

ألملم الصور ثانياً وأبعثرها من جديد وأعيد تكرار ما فعلت مراراً ومراراً، وفي كل مرة أفتح عيني لأرى ابتسامتك تتراقص أمامي، ولأراني تارة بين يديك، وتاره تحملني وتحلق بي، آه كم أعشقك...

أعيد ترتيب الصور في جواربها وأغلق الألبوم وألعن من اخترع تلك الآله اللعينة التي ترسم ذكرياتنا على الأوراق ألف مرة...

رقصه

أدنو منه تتلامس نظرات أعيننا، يتغير شكل شفاهنا للتتحول إلى ابتسامة، يطلب مني أن أراقصه دون أن ينطق، أتحرك بين ذراعيه كما الفراشة المحلقة، أدور وأدور، وكأنني لا أشعر بما حولي، لا أسمع سوى صوت الموسيقى الرائعة، وصوت عيناه تتحدثان لي، تخبراني بحبه الجارف، أغمض عيناي لأتوه في بحر حبه، أحس بيداه تبتعدان عني، افتح عيناي بسرعة لأراه يراقصها ولأسمع صوت عيناه تخبرانها بحبه الجارف..

حـــلم

ترخي شعرها الكستنائي، فينطلق بحرية فوق كتفيها، لطالما أحبه دون قيد، ولطالما أحبت هي ما يحب، تحس بقدماها تتحركان بإيقاع على تلك الأنغام الفيروزية الصباحية، تحتار في اختيار ما سترتدي، تذكر مديحه الدائم لما تختار من ملابس، تضع قليلاً من مساحيق التجميل وتبتسم فهو يرى أن وجهها جميل بدون مساحيق، تنظر إلى قارورة العطر التي أهداها إياها في عيد الحب، بضع قطرات منها تملئ المكان برائحة الياسمين، تخطو خارج المنزل، في كل لقاء لهما تعود بالذاكرة إلى حيث اللقاء الأول، وكيف التقت العيون، وتتذكر كل لقاء تم، وكل لمسة يد أشعرتها بأنوثتها وبحنانه، وبكل كلمات الحب الذي يملئ كيانها به، تجلس على مقعدهما المعتاد تتشابك يداها ببعضهما البعض، تضع الأزهار التي اشترتها بجانبها تستمع إلى الموسيقى وإلى كلمات الحب المنبعثة من الأغنية، تبتسم وتعيش في حلمها اليومي، ثم تعود إلى البيت على أمل اللقاء به يوماً....

صمت الزحام

تحاول الخروج من ذلك الزحام الشديد، ترتطم به، ترفع رأسها بعصبية، تراه أمامها، تصغر عيناه يحدق بها ملياً، يبتسم فتبتسم، يسألها عن أحوالها، وتسأله عن أطفاله، لا يجدان كلام آخر، فيخيم الصمت وتبقى الابتسامات، يسألها عن وجهتها ويصر أن يوصلها إلى موقف السيارات...

يسيران، لا يتحدثان، يزداد الزحام يقتربان من بعضهما أكثر تتلامس أطراف الأصابع خلسه، ينظر لها ويبتسم، تخبره ويخبرها (مازلت أحبك) دون أن ينطقا....

عصفور

مات العصفور الصغير، اطلقت عصفورته صفارة طويلة حزناً عليه، حاولت تحريكه، وشوشته حملته من مكان الى اخر داخل القفص عله يستفيق، قبلته عدة مرات لربما اعادت قبلتها الحياة له،، لم يتحرك، لم يتنفس بكت كثيرا بالقرب منه، اخرجه صاحبهما من القفص واحضر لها ذكرا اخر، اطلقت صرخات متواصلة، ضربت رأسه بمنقارها، منعته من الوقوف قرب الماء والأكل،، ثم سقطت ميتة

موظف استعلامات

شد وثاق ربطة العنق، وضع قليلاً من العطر، نظر الى المرآة تأكد ان ابتسامته مضبوطه، واتجه نحو عمله، رفع الهاتف مئات المرات وردد نفس العبارات (أهلاً بك، بماذا اخدمك، هل تود مساعدة اخرى،، طاب نهارك، اتمنى لك يوماً سعيداً) يبتسم دون علمه بأنه يبتسم، يخرج من العمل يحرر عنقه من الربطة، يصل البيت، يريح فمه من ابتسامتها المصطنعة، ويتذكر أنه إنسان